ليبيا دولةٌ عربيةٌ تقع في الشمال الإفريقي، تحدّها من الجهة الشرقية جمهورية مصر العربية، ومن الجهة الغربية الجزائر، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب تشاد والنيجر.
إنّ النسبة الأكبر من الأراضي الليبية عبارة عن أراضٍ صحراويةٍ باستثناء مناطق الشريط الشمالي التي تمتدّ على السواحل البحرية، وكانت حياة السكان تعتمد على تربية المواشي فيتنقلون من مكان إلى آخر حسب توفر المراعي الطبيعية، كان هذا قبل اكتشاف النفط في الأراضي الليبية. تعرّضت ليبيا كغيرها من البلدان العربية للغزو والاحتلال والهجرات منها وإليها؛ فكلّ هذه العوامل كان لها تأثيرٌ كبيرٌ في تحديد الأصول العرقية للشعب الليبي.
السكانيبلغ عدد السكان في ليبيا حوالي 6,000,000 مليون نسمة، وعلى الرغم من اتساع مساحة ليبيا إلا أن السكان يتركزون في المناطق الشمالية على طول السواحل البحرية؛ إذ تبلغ الكثافةُ السكانيّة في هذه المناطق حوالي 50 فرداً/ كم2 في الوقت الذي تبلغ به الكثافة السكانية في الجنوب فرداً واحداً/كم2.
تعود أصول السكان الليبيين إلى الأصول العربيّة أو الأمازيغيّة أو الطوارق، كما توجد بعض الجاليات الأجنبية، ويعدّ الشعب الليبي شعباً متجانساً بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث يدين غالبية السكان بالدين الإسلامي، واللغة العربيّة هي اللغة الرسمية والسائدة بين الناس مع وجود بعض الكلمات المأخوذة من اللغة الإيطالية.
مشكلات السكانيُعتبر النظام القِبَلي هو النظام السائد في ليبيا، وقد عملت الحكومة الليبية على ترسيخ وتقوية هذا النظام؛ فكانت الحكومات تقوم على تحالفاتٍ بين هذه القبائل مما جعلها عرضةً للنزاعات الداخلية وعدم قدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية.
مرّت على ليبيا الكثير من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي سببّت الهجرات القصرية والموت الجماعي من جرّاء التصحّر والجوع والحروب، فكان عدد السكّان يتناقص بشكلٍ كبيرٍ بين فترةٍ وأخرى؛ ففي عام 1801م كان عدد السكان حوالي ثلاثة ملايين نسمةٍ تراجع إلى النصف خلال الأعوام " 1835 ــ 1910 " وبعد استقرار الحكم في ليبيا بعد ثورة الفاتح عام 1969م وحتى عام 2011م انخفضت الهجرات الخارجية وعاد الكثير من المهاجرين الليبيين إلى بلادهم، فارتفع عدد السكّان خاصةً بعد أن تحسّن مستوى حياة الفرد بعد اكتشاف النفط في الأراضي الليبية، شهدت البلاد فترة ازدهار وتطوّرت المرافق العامّة وبُنيت المؤسسات.
إنّ شبح الحروب الأهلية عاد إلى ليبيا، وهي تشهد الآن حالاتٍ كثيرةٍ من الاقتتال والحروب بين فئات الشعب بعد رحيل النظام السابق من خلال هبات الربيع العربي الذي أطاح بزعامات بعض الدول العربية فدمّرت الحرب اقتصاد البلاد.
المقالات المتعلقة بعدد سكان ليبيا